لحياة البرّيّة مكانة مرموقة في كنائسنا الشرقيّة، ولا سيّما في كنيسة مصر حيث نشأت الحياة الرهبانيّة في البرّيّة عن يد أنطونيوس وسائر النسّاك الذين سبقوه وتبعوه. ومن مصر وفلسطين وسورية، امتدّت حياة البرّيّة إلى الكنيسة الغربيّة عن يد كاسّيانس وبندكتس والرهبان الأيرلنديّين، وتطوّرت فيها الحياة الرهبانيّة في خارج البرّيّة، في المجتمعات البشرية ولخدمتها، إلّا أنّ البرّيّة احتفظت بمعناها الروحيّ العميق.
وتتمحور هذه القراءة – أو هذه الخواطر – الروحيّة حول ثلاث أوجه تتميّز بها البريّة الروحيّة أو روحانيّة البريّة: صعيد العلاقة بالأرواح، والعلاقة بالبشر، والعلاقة بالمادّة.