بولس الرسول روحانيته ورحلاته

لا شك في أن سيرة الرسول بولس الإيمانية هي من السير الأشد إثارة وتأثيراً في تاريخ المسيحية. إذ أن (معلم الأمم ورسول يسوع المسيح) كما يدعى غالباً، تحول من إنسان يضطهد كنيسة المسيح بحمية قل نظيرها إلى رسول صاحب غيرة على الإيمان بالمسيح أيضاً قل نظيرها.
إن كلمة محبة هي من المفاهيم الأساسية التي تحرك عمق الدين المسيحي. فالقديس بولس يقول للمسيحين في كنائسهم المختلفة، لا بل للشعوب كلها المتدينة وغير المتدينة، إن مفهوم المحبة هو ما يعطي وجودنا الشخصي الفردي والجماعي معنى ومغزى، ويلج بنا عالماً أفضل.
يقول القديس بولس: (إن الله اختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون في نظره قديسين بلا عيب في المحبة).
أما غيرة القديس بولس الرسولية فهي بارزة في كل صفحة من صفحات رسائله، خطها بدموعه ودمه وعاطفته وصرامته، وتشهد عليها رحلاته الرسولية الجبارة.