إنّ الله الثالوث الأحد سرّ الأسرار المسيحيَّة، فهو أصلها وغايتها، وهو محورها واتِّجاهها. فلا غرابة من ثمّ أن يظلّ الفكر اللاهوتيّ مهتمّاً كلّ الاهتمام بسرّ الله هذا، ويحاول كلّ المحاولات لعرضه على المؤمنين وغيرالمؤمنين في أساليب مجدَّدة تتناسب ومختلف الأزمنة والأمكنة، والعقليّات والحضارات، والفئات والبيئات. فلا حديث واحداً عنه، فهل يُحصر "سرّ الأسرار" في حديث وحدويّ؟ بل ثمّة أحاديث وأحاديث تسعى إلى توضيح جانب من جوانبه، وإلى عرض زاوية من زواياه. والعمليَّة مستمرَّة منذ نشأة المسيحيَّة عبر الكنائس والأجيال والثقافات.
