دراسة في الرسالة الى العبرانيين

"عظة إلى مسيحيين تائهين": هكذا يمكننا أن نعنون هذه "الرسالة إلى العبرانيين"، فهي ليست رسالة، ولم تصدر عن بولس، ولم تُرسل إلى العبرانيين!
رجال ونساء انضمّوا إلى المسيح بحماس. لكن عامل الزمن وثقل الشدائد والإنذار بالاضطهادات نالت من اندفاعهم الأول. وكأني بصاحب الرسالة يوبّخهم فيقول لهم: "تعانون كثيراً من معرفتكم للمسيح وتحارون في أمركم أمام تطوّر الأشياء وتراكم الشدائد؟ تعمَّقوا إذاً في إيمانكم وضعوا نصب عيونكم رأس إيماننا، المسيح، عظيم كهنتنا". في ذلك تذكير قوي لا يقبل التنازل لمسيحيي كل زمان، فلنا أيضاً. إن أردنا أن نثبت في إيماننا، مهما اشتدّت الظروف، فما علينا إلّا أن نتعمّق في فهمنا لذلك الايمان وأن نهتمّ بما هو رئيسي، أي المسيح.