وانت يا عزيزي قصص من اجل ثقافة انسانية
ما الذي يمكننا أن نجده في حيٍّ شعبيّ؟ سنجد الضجيج والبؤس والفقر وسوء الخدمات. لكنَّنا إذا أقمنا في هذا الحيّ، سنجد قيَمًا إيجابيَّة مختبئة وراء ما هو سلبيّ. سنجد أشخاصًا بسطاء، ونفوسًا شفَّافة، وحكمةً عميقة تجعلنا نسبر غَور معنى الحياة. عالم الأحياء الشعبيَّة هو عالمُ الفرح الصرف المخفيِّ وراء مسحات الحزن- فرحٍ لا يدين للتكنولوجيا ووسائل الراحة الحديثة بشيء، كما أنَّه فرح ينبع من الداخل، أي من جوهر الكائن البشريّ.
’’وأنت يا عزيزي‘‘ كتاب يروي حكايات سكَّان حيٍّ شعبيٍّ في حمص السوريَّة، حيث يُعرَف سكَّان هذه المدينة بظرفهم وخفَّة ظلِّهم. إنَّهم اجتماعيُّون، يتكلَّمون ببساطة، ويعبِّرون عن مشاعرهم وخبراتهم بأبسط الكلمات وأعمق المعاني. فالقصص التي يحويها هذا الكتاب هي قصصهم، وقد دوَّنتها بطريقةٍ رمزيَّة تحوي القليل من الخيال والكثير من الأسلوب الأدبيّ. إنَّها حكايات معاناتهم وآمالهم واستبشارهم بالحياة وحبِّهم لها. قصص تحوي خبراتٍ مفيدة لكلِّ إنسان مهما كانت طبقته الاجتماعيَّة.