ليل زكا
لو كنتَ قلتَ، يا معلِّم، بأنّك آتٍ في ذلك المساء، لكنتُ هيَّأتُ طعامًا يليق بكَ، حفلًا ملوكيًّا يَحضُرُه مُتَّكئون كُثُر كما تحبُّ... ولكُنّا سمعناكَ، وعلَّقنا نفوسنا على شفتيكَ، وأبهرَتنا حكمتُكَ. لكنّك تأتي وحيدًا، فجأةً، ومِن دون إنذار. أين المشكلة؟ ما بالُكَ؟ ثمَّ، إنَّ وجهكَ مُنهَك. آه، أَتَفهّم جيّدًا أن تكون مُتعبًا، مُتعَبًا مِن الجموع، ومُتعَبًا مِن تلاميذك، ومُتعَبًا مِن الجميع! أنهكوكَ، والتهموكَ. عندها قلتَ في قلبكَ: سأذهب إلى زكَّا، وهو لن يسألَني شيئًا، وسأمضي عنده وقتًا وجيزًا، سأكون وحيدًا ومطمئنًّا.
إسترح. كُلْ واشرب. لقد هيَّأتُ لكَ مكانًا في العلّيّة، يمكنك أن تنام فيه بسلام كما نام إليشاع عند الشونميّة. يستقرّ السلام على هذا البيت، طالما أنّكَ تسكن فيه.