القرار اتباع المسيح في حياتنا اليومية
إنّ حياتنا سلسلة من القرارات، وهي ما يعطي وجودنا معناه وقيمته. القرار يجعلنا بشرًا حقًّا، بمعنى أنّه ينقلنا من عالم مبهم، مرتبك، غير واضح، إلى أفق من النور والوضوح، ويفتح أمامنا طريقًا نلتقي فيه ذواتنا والآخرين. بقولٍ آخر، القرار يمنحنا أن نجسّد رغبة قلبنا العميقة، ومن ثمَّ نساهم مع الناس من حولنا في بناء مجتمع أقوى أخوّةً وعدلًا وسلامًا. بالفعل، أن أكون إنسانًا يعني أن أختار وأقرّر. فبالقرار أجد مكاني الصحيح وسط العالم ومع البشر؛ أستيقظ للحياة بداخلي وأصبح قادرًا على أن أُشعّ الحياة من حولي، أحبّ الناس والدنيا وأعمل من أجلهم. هذه المعاني لا نعيها تمامًا كلّما اتّخذنا قرارًا صغيرًا أم كبيرًا في حياتنا اليوميّة، ولكنّنا ندركها حين نتوقّف ونستعرض الطريق الذي مشيناه، ونتعجّب أمام ثمرة الإنسانيّة التي نمت فينا وغذّت الكثيرين.