سيرة العجائبي- القديس انطونيوس البادواني
مقدمة المؤلف
هذه سيرة القديس أنطونيوس البادواني ، صانع العجائب العظيم أقدمها لك، أيها القارئ الكريم ، لك نبراسآ تهتدي به ، في حياتك الروحية والرسولية.
الا أن أنطونيوس البادواني، القديس الذي أنت تحبه، والعجائبي الذي أنت تكرمه، ككل القديسين، لم يولد قديسآ،وبالأحرى صانعآ للعجائب. فالقديسون جميعآ ، باستثناء السيدة العذراء مريم ، يولدون مثل كل البشر مدنسين بدنس الخطيئة الجدية . لا أدل على ذلك من شهادة النبي المرتل داود الملك ، حيث يقول : طط انني في الاثم ولدت ، وفي الخطيئة حبلت بي أمي " (مز 7:50). ومع ذلك فلا ننكر أن من الناس من يولدون بميل بارز الى الفضيلة والخير . وبالعكس ، منهم من يولدون بميل بارز الى الرذيلة والشر . ومن هنا تبدو أهمية التربية في هذا المجال ، وأهمية التركيز على دور البيت في هذه التربية ، التي إذا استقامت ، كان في امكانها أن تخلق القديس ، لا من الانسان الميال بطبعه الى الصلاح فحسب ، بل ومن الانسان الميال بطبعه الى الشر ايضآ. لقد ولد أنطونيوس البادواني ميالآ للخير . وكان سعيد الحظ لانه ولد في اسرة مسيحية صالحة ومتدينة ، كانت اول من غرس فيه حب الفضيلة وكراهية الشر والرذيلة . هذا وتنقسم حياة أنطونيوس الى ثلاثة مراحل واضحة المعالم .
- المرحلة الأولى هي مرحلة طالب العلم
- المرحلة الثانية هي مرحلة العابد
- المرحلة الثالثة فهي مرحلة الرسول المبشر