سلسلة وثائق كنسية 3 - الحياة الاخوية في الجماعة
موضوع هذه الوثيقة مرتبط بواقع كون الملامح التي تقدّمها "الحياة الأخويّة في جماعة" اليوم، قد تحوّلت كثيرًا عمّا كانت عليه في الماضي في بلدان كثيرة. فلا يكفّ المجتمع عن التطوّر، والرهبان والراهبات، الذين ليسوا من العالم، ولكنّهم يعيشون في العالم، يشعرون بهذا التأثير. بعض التيّارات التي أثّرت بطريقة مباشرة على الحياة الرهبانيّة عامّة والجماعة الرهبانيّة الخاصة.
حركات التحرّر السياسيّ والاجتماعيّ في العالم الثالث، وكذلك تطوّر عمليّة التصنيع، التي شجّعت، في عشرات السنين الأخيرة، على إجداث تغييرات اجتماعيّة كبيرة، وتثير اهتمامًا خاصَّا "بتنميّة الشعوب"، وبظروف الفقر والبؤس. لقد كانت للكنائس المحليّة ردود فعل حيويّة على هذه الحركات. وفي أمريكا اللاتينيّة خاصّة، وبمؤازرة الجمعيّات العموميّة لأساقفة أمريكا اللاتينيّة التي انعقدت في ميديين، وبويبلا، وسان دومنيجو، تمّ وضع "الخيار الغنجيليّ التفضيليّ للفقراء" في المقام الأوّل، ومن ثمّ، فقد تم التشديد على الالتزام الاجتماعيّ. تلقت الجماعة الرهبانيّة. هذا التأثير بطريقة قويّة والكثير منها وصل به الأمر إعادة التفكير في أنماط وجودها في المجتمع بهدف الوصول إلى خدمة مباشرة أكثر للفقراء، بما فيها اندماجهم في وسط هؤلاء الفقراء. إنّ النموّ البالغ التأثير للبؤس في ضواحي المدن الكبرى، وازدياد افتقار الأرياف، عجَّلا بتسريع عمليّة انتقال جماعات رهبانيّة عديدة إلى هذه الأوساط الشعبيّة.