سلسلة وثائق كنسية 2 - الكتاب المقدس والاخلاق - هل من حاجة الى أخلاق موحى بها ؟

ما قيمة ومعنى النصّ الموحَى به للأخلاق في عصرنا الحاليّ الذي فيه لا يمكن التغاضي عن الصعوبات؟ يحتوي الكتاب المُقدّس على العديد من القواعد والإرشادات والقوانين ومجموعات من الرموز. وبالقراءة المتأنّية يتبيَّن أنّ هذه القواعد لم تكن منعزلة أبدًا أو قائمة بذاتها، لكنّها كانت محددّة في سياق معيّن. ويُمكن أن نقول إنّ الشيء الأوّليّ والأساسيّ في أنثربولوجيا الكتاب المُقدّس هو عمل الله، الذي يسبق عمل الإنسان، عطايا نعمة الله، ودعوته للمشاركة: هذه القواعد المُعقَّدة تأتي من مُنطلق إيضاح الطريقة المُثلى لتقبُّل الحيّاة في النعمة الإلهيّة. وفي ضوء هذا التصوُّر عن الكتاب المقدّس تأتي الرؤية عن الإنسان لكونه مخلوقًا من الله: لم يكن أبدًا مخلوقًا منعزلًا، مستقلًا، متحرّرًا من كلّ شيء ومن الجميع، لكن، يوجد علاقة جذريّة وأساسيّة مع الله ومع المجتمع الأخوّة. خَلقَ الله الإنسان على صورته نفسها، وجود الإنسان نفسخ هو الهبة الأولى والأساسيّة التي أخذها الإنسان من الله، من وجهة نظر الكتاب المُقدّس، لا يُمكن أن يقتصر الحوار حول المعايير الأخلاقيّة بنظرة ضيّقة، وبشكل مُنفرد، لكن يجب إدخالها في مضمون رؤية الكتاب المُقدّس للوجود الإنسانيّ.
________________________________
أسّس اللجنة البابا لاون السادس عشر 1902م. وحدّد لها البابا مهامَّا ثلاثة: أ) تعزيز دراسة الكتاب المُقدّس بفاعليّة بين الكاثوليك. ب) إبطال الأفكار الخاطئة المغلوطة المتعلّقة بالكتاب المُقدّس عن طريق وسائل علميّة، ج) دراسة وتوضيح الأسئلة المطروحة للنقاش والمشاكل التي تطرأ في مجال الكتاب المُقدّس. في عام 1972م، وضع البابا بولس القديس بولس السادس قواعد جديدة لتنظيم عمل اللجنة الحبريّة للكتاب المُقدّس لجعل نشاطها أكثر فائدة للكنيسة ولتكيّفها بشكل أفضل مع الوضع المعاصر.
قام البابا بولس السادس بتغيير جذريّ لدور اللجنة وتنظيمها فلم يعد أعضاؤها يتشكلّون من بين الكرادلة يعاونهم مستشارون بل تتشكّل من أساتذة في العلوم الكتايّة يأتون من مدارس وبلدتن مختلفة يتميّزون بعلمهم وبالحكمة والاحرام الكاثوليكيّ للتعليم الكنسي. فأصبحت اللجنة هيئة استشاريّة في خدمة التعليم ومرتبطة بمجمع عقيدة الإيمان يرأسها رئيس المجمع عينه.