سلسلة دروب روحية 6 - مزامير سياسية

المزامير الأصليّة التي نجدها في الكتاب المقدّس هي تعبير عن صراخ الإنسان المقهور والمظلوم والمتألم والمسجون واليائس نحو إله التحرير، الإله الأحد الذي يسمع ويبصر ويهبّ إلى نجدة المستضعفين في الأرض.
مزامير الزمن القديم هي مزامير إنسان اليوم الذي يرتفع صراخه نحو الله بأنواع جديدة من القهر والاستبعاد في عالمٍ معاصر. مزامير إرنستو كاردينال هي مزامير إنسان اليوم يصرخ طالبًا النجدة من الله بطريقة شعريّة معاصرة إلّا أنّها تحاكي مزامير الكتاب المقدّس وتستلهمها.
هذه المزامير دعوة لإنسان اليوم لكي يقرأ مزامير العهد القديم بنظرة معاصرة ترتبط بواقعه وحياته اليوميّة. فالصلاة ليست جامدة قديمة، بل هي دائمًأ متجدّدة تختلف وفقًا للزمان والمكان وظروف الإنسان.
_______________________________________
إرنستو كاردينال Ernesto Cardinal
من أقوى مجددّي الشعر في أمريكا اللاتينيّة بعد بابلو نيرودا. ولد في نيكاراجوا 1925، درس وتعلم في المكسيك وفي نيويورك. تخطط شهرته كشاعر حدود قارة أمريكا اللاتينيّة وتُرجم شعره إلى لغات كثيرة. عاش المقاومة والاضطهاد كما أنّه سجن. عام 1956 يترك المقاومة ويدخل دير الرهبان الترابيست في كنتاكي حيث كان معلمه في الابتداء الشاعر الراهب توماس مرتون. وبعد فترة من الصمت والتأمل أدرك الكاردينال أن اليمين واليسار والثورة والدكتاتوريّة قبل أن يكون واقع سياسيّ هم أولاً أحداث روحيّة. السياسة تهمه دائمًا إلا أنه يراها بعيون جديدة. فهو يكشف أن جذور الدكتاتوريّة أعمق ممّا ظنّ: "دائمًا ما أقابلهم داخلي... يعيش الدكتاتوريون داخلي". ترك كاردينال دير الترابيست ليتم دراسته في اللاَّهوت في المكسك وكولومبيا. كما عاد إلى نيكاراجوا عام 1965 حيث رُسم كاهنًا.