سلسلة اللاهوت المسيحي 3 - يسوع قبل المسيحية

سوع قبل المسيحية - ألبرت نولان الدومنيكانيّ
ليس الغرض الأول من هذا الكتاب هو الإيمان ولا التاريخ، فهو يمكن قراءته وقد كُتب ليقرأ بدون حاجة إلى الإيمان، إن القاريء مدعوّ إلى القيام بنظرة جادة وصادقة إلى رجل عاش في فلسطين في القرن الأول، وأن يحاول أن يراه من خلال عيون معاصريه، ما يهّمني هو الرجل كما كان قبل أن يصبح موضوع الإيمان المسيحيّ، لم يوضع الكتاب للحفاظ على يسوع أو الإيمان المسيحي، فيسوع لا يحتاج إلى ولا أحدٍ آخر ليحافظ عليه، فهو يستطيع أن يهتم بنفسه، لأن الحقيقة تحافظ على ذاتها.
سنبحث عن حقيقة يسوع التاريخية، ولكن هذا ليس غرضنا الأول، فالمنهج تاريخيّ وليس الغاية، وعلى الرغم من الاستخدام الثابت للنقد التاريخيّ الدقيق، ومنهجيّات البحث، فليس اهتمامنا هو البحث الأكاديميّ التاريخيّ من أجل التاريخ. غاية هذا الكتاب مُلحّة وعمليّة، أنا مهتمّ بالناس، وبالمعناة اليوميّة للملايين من البشر، والمعناة الأكبر التي تنتظرهم في المستقبل القريب. هدفي هو إيجاد ما يمكن عمله من أجلهم.
_______________________________
ألبرت نولان الدومنيكانيّ Albert Nolan, OP
وُلد ألبرت نولان في جنوب أفريقيا عام 1934. التحق برهبنة الدومنيكان في سنّ العشرين. بعد إتمام دراسته في جنوب إفريقيا، عُيِنَ أستاذًا للاهوت في روما، ثمّ في معاهد أخرى في موطنه، وفي جامعة ستيلينبوش في كيبتاون، خدم ألبرت نولان كمرشد روحيّ للحركة الطلاّبية المسيحيّة كما كان في الوقت نفسه معيدًا في معهد كولبي بمدينة كيبتاون وكذلك الرئيس الإقليميّ للرهبان الدومنيكان في جنوب أفريقيا.
عام 1983 اختار المجمع العامّ للدومنيكان ألبرت نولان معلّمًا (رئيسًا) عامًّ للرهبنة. إلا أنّه رفض معتبرًا عمله اللاهوتيّ ضد نظام الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا أهمّ من إرادته للرهبنة بكثير.
نولان لاهوتيّ كرّس ذاته لخدمة الفقراء، وفي جميع كتاباته، يطرح نصوص الإنجيل في سياق الحياة اليوميّة في وطنه جنوب أفريقيا.