الحب في ظل الحرية
رأيتها حرة، جميلة ومنطلقة أطربتني بصوتها العذب الجميل .. إنها العصفورة التي أتت أمامي فجأة فجعلتني أفكر بهذا السؤال: هل سأشعر بجمالها وحريتها وانطلاقتها وصوتها العذب إن كانت داخل القفص امتلكه ؟ فكانت الإجابة بلا تردد: نعم سأشعر بهذا، ولكن صرخ صوت في عقلي زلزل كياني وهز قلبي سائلآ إياي :هل ستكون سعيدة؟ هل هذا حب حقيقي يحرر أم حب أناني يمتلك ؟ هل هي خلقت لسعادتي فقط بأن أمتلكها وتعطيني هي حياتها دون أن أهبها أنا حريتها لتعيش ملئ حياتها وكيانها ؟ هل انتبهت أنني أيضآ خلقت حارسآ للخليقة وليس مالكآ لها؟
وهنا أدركت عمق ما يريد الكاتب أن يعلمه، فالحب الحقيقي يحرر من الآخر ولا يمتلكه، الحب الحقيقي يجعل من الجنس عطاء متبادل دون استخدام أحدنا، الحب والجنس نفهمهما على ضوء وسر يسوع الذي يعطي ذاته كليآ في عطية جسده ودمه لنا في الإفخارستيا.
"في الإفخارستيا تأتي محبة الله إلينا جسديآ كي تواصل عملها فينا ومن خلالنا .. الإفخارستيا التي لاتترجم الى ممارسة فعلية للحب هي بحد ذاتها مبتورة " البابا بندكتوس السادس عشر في رسالته العامة " الله محبة ".
فنحن بحاجة لتعلم الحب في ظل الحرية .
"يخشى المتصلبون الحرية التي يعطينا إياها الله ، إنهم يخشون الحب " قالها البابا فرنسيس خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا 6 فبراير 2017م. إنها حقيقة نفهمها من خلال كلمات وصفحات هذا الكتاب الذي يتحدث عن الحب، الحياة الجنسية والإفخارستيا . فسعينا إلى ترجمته حتى يعود بالنفع إليك أيها القارئ العزيز، ويكون عون لنا جميعآ: أكليروس وعلمانيين لخير حياتنا الإنسانية والروحية